للمتاهات التي عرفتنا قيمة السبل..
للسُّبل وهي توصل التائهين ولا أحد يعانقها..
للشجرة وهي تقف على ساق واحدة منذ زمن
تحلم بأن تلتقط أوراقها المتساقطة..
للزمن ونحن نتذمّر من ركضه
بينما لا نفعل شيئاً عندما يتوقف سوى الضحك..
للدمع الذي يقوم بواجبه وينحدر
فرحاً وحزناً.
للصباحات الجميلة التي تستمر بالمجيء رغم
ليلنا الطويل..
للرفاق عندما توشوشنا أنفسنا بهجرهم ثم نلعنها..
لليد وهي ترتعش داخل جيوبنا متعبةً من التلويح..
لجباهنا ونحن نسمع صوت تشققها كلما
تداعكت الذكرياتفي رؤوسنا..
لعيوننا ونحن نجبرها على النظر في كل اتجاه خوفاً من الخيانة..
لشفاهنا وهي ترتعش بينما ننهار من الداخل فيظن الناس أننا خائفون..
للتلويحات التي لم تجدِ نفعاً مع كل هذه الودعات..
لخُطانا التي أجبرناها على المضي قدماً دون وجهة معينة..
للمقاعد الفارغة إلا من بقايا قُبلٍ متناثرةٍ لم يتغير
لونها..
للشعر الذي يعرف أننا يتامى.. فيمسح على رؤوسنا
بيده الناعمة..
للنوم ونحن نترجاه أن يأتي كل ليلة قبل مجيء كل شيء..
وللخذلان أيضاً.. الخذلان الذي لعنّاه كثيراً
ثم تبين أنه كان ينتشلنا منهم..
لكل الذين أحبونا ولم نجد الوقت لنسمعهم عن قربٍ ونحبهم..
لي وأنا أحاول ألا أحرك رأسي بقوة كي لا يسقط
من هشاشتي..
أعتذر.. لأنه لا مفر لنا.
المنشور السابق
المنشور التالي
مفتاح العلواني
مفتاح سعد العلواني.
مواليد 1984 البيضاء-ليبيا.
ليسانس قانون من جامعة عمر المختار سنة 2005.
معيد ومساعد باحث بكلية القانون إلى سنة 2009.
التحق بالمعهد العالي للقضاء في طرابلس لمدة سنتين ثم عيّن وكيلاً للنيابة العامة إلى الوقت الحالي حيث يشتغل منصب وكيل نيابة بمكتب المحامي العام بالبيضاء
متحصل على دبلوم في قسم القانون العام والآن بمرحلة كتابة الرسالة.
يكتب الشعر منذ المرحلة الثانوية 1998 حيث كانت كتاباته في معظمها تعبر عن الحياة العائلية الصعبة والفقر المدقع حينها، لا سيما بعد وفاة والده، والدهُ الذي يقول مفتاح أنه من المفترض أن يكون متناثراً في القاع الآن.. فمذ وفاته وهو يهوي بلا انقطاع في هوّة الشعر.. هكذا كان الشعر رفيقه الذي لا يخون.
شارك في العديد من المسابقات الأدبية فيما قبل 2011.. وكانت جل الكتابات مصيرها إما النسيان أو التهميش.. لعدم توفر محيط يساعد على تطور التجربة الشعرية لديه.
منذ سنة 2011 ومع توافر وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة.. والانفتاح بشكل كثيف وعميق على تجارب شعرية عربية كثيرة.. تطورت التجربة الشعرية لديه بشكل كبير.. شارك في الكثير من المجلات والصحف والمواقع الأدبية العربية.. منها (مجلة العربي اليوم المصرية.. مجلة رسائل الشعر التي تصدر بالمملكة المتحدة.. مجلة نصوص من خارج اللغة الصادرة بالرباط.. مجلة كتابة المصرية.. وصحيفة فسانيا الليبية.. ومجلة قصيدة النثر المصرية.. وموقع تذوق الفكر والأدب...) وغيرها.
يمارس أيضاً كتابة النصوص السردية والقصة القصيرة
أجريت معه العديد اللقاءات الأدبية الإذاعية والإلكترونية.
لديه مخطوطان لديوانين قادمين، وهو الآن بصدد إصدار ديوانه البكر الأول.
- تعليقات
- تعليقات فيسبوك