من أعمال التشكيلي عادل الفورتيه.
شعر

أعتذر.. لأنه لا مفر لنا.

من أعمال التشكيلي عادل الفورتيه.
من أعمال التشكيلي عادل الفورتيه.


للمتاهات التي عرفتنا قيمة السبل..
للسُّبل وهي توصل التائهين ولا أحد يعانقها..
للشجرة وهي تقف على ساق واحدة منذ زمن
تحلم بأن تلتقط أوراقها المتساقطة..
للزمن ونحن نتذمّر من ركضه
بينما لا نفعل شيئاً عندما يتوقف سوى الضحك..
للدمع الذي يقوم بواجبه وينحدر
فرحاً وحزناً.
للصباحات الجميلة التي تستمر بالمجيء رغم
ليلنا الطويل..
للرفاق عندما توشوشنا أنفسنا بهجرهم ثم نلعنها..
لليد وهي ترتعش داخل جيوبنا متعبةً من التلويح..
لجباهنا ونحن نسمع صوت تشققها كلما
تداعكت الذكرياتفي رؤوسنا..
لعيوننا ونحن نجبرها على النظر في كل اتجاه خوفاً من الخيانة..
لشفاهنا وهي ترتعش بينما ننهار من الداخل فيظن الناس أننا خائفون..
للتلويحات التي لم تجدِ نفعاً مع كل هذه الودعات..
لخُطانا التي أجبرناها على المضي قدماً دون وجهة معينة..
للمقاعد الفارغة إلا من بقايا قُبلٍ متناثرةٍ لم يتغير
لونها..
للشعر الذي يعرف أننا يتامى.. فيمسح على رؤوسنا
بيده الناعمة..
للنوم ونحن نترجاه أن يأتي كل ليلة قبل مجيء كل شيء..
وللخذلان أيضاً.. الخذلان الذي لعنّاه كثيراً
ثم تبين أنه كان ينتشلنا منهم..
لكل الذين أحبونا ولم نجد الوقت لنسمعهم عن قربٍ ونحبهم..
لي وأنا أحاول ألا أحرك رأسي بقوة كي لا يسقط
من هشاشتي..
أعتذر.. لأنه لا مفر لنا.

مقالات ذات علاقة

نخلة تصارع الريح

فرج أبوشينة

هي نظرةٌ!

المشرف العام

العيد المرتبك

غادة البشتي

اترك تعليق