أصبوحة شعرية مزوغية في زليتن

تشرفتُ يوم أمس الأربعاء بمرافقة الشاعر الكبير محمد المزوغي إلى مدينة زليتن الحبيبة ملبياً دعوة مؤسسة إنسان للأعمال الخيرية والتنمية لحضور أصبوحته الشعرية وحفل تكريمه البهيج. وفور وصولنا مدت إلينا أيادي كريمة للمصافحة، وفرشت لنا بسط الترحيب والحفاوة، واستضاءت أسارير الوجوه الباسمة التي غالباً تعكس معزوفات القلوب الياسمينية العبقة بالمحبة.

الأصبوحة فتحت لنا نوافذ عديدة على نصوص شاعرنا الكبير محمد المزوغي التي اخترقتنا موضوعاً ومفردات وإيقاعات شجية، وزلزلت كياننا الإنساني فغمرتنا عشقاً، وأمطرت مآقينا فيوض محبة نقية صادقة، وألهبت مشاعرنا بنشوات عدة اختلطت فيها البهحة والمسرة مع الآسى والحزن. كما أتاحت لنا الحوارية الممتعة التي أدارتها طالبات الدراسات العليا بالجامعة الأسمرية مع الشاعر الكبير التعرف على الكثير من جوانب قدراته وإنجازاته التي غالباً لا يصرح بها ويتحاشى -تواضعاً – التحدث عنها.

نصوص الشاعر الكبير محمد المزوغي واحة خصبة للتأمل والبحث والدراسة سواء حول مفهوم الشعر في نصوصه، أو معاني الحب في شعره ، أو التناص والاقتباس القرآني لفظاً ومعنى، أو تجليات القيم الإنسانية ورهافة الإيقاع الشجي، وكذلك الفكر الفلسفي الذي يثيره نصه المكتظ بالكثير من الجماليات الإبداعية وغيرها من الأغراض والإشارات البارزة في أبيات قصائده الجميلة .. الموجعة، التي تنحاز للإنسان والوطن والقيم ولا شيء غيرها.

أسعدني كثيراً أن يثار كتابي (القيم الإنسانية والأبعاد الوطنية في ديوان “لا وقت للكره” للشاعر محمد المزوغي) كأحد المواضيع التي تناولها الحاضرون في مداخلاتهم ونال الكثير من الإشادة والثناء، والفضل في إصدار الكتاب يعود للشاعر نفسه وأنا ممتن له بذلك.

شكراً لمؤسسة إنسان الخيرية بمدينة زليتن الحبيبة .. إدارة، وشباباً، وشابات، وآنسات، وسيدات، على كرم الضيافة، وحفاوة الاستقبال، وعلى التكريم المستحق لشاعرنا الكبير محمد المزوغي .. آملاً أن يتواصل هذا التواصل الثقافي مع الأدباء والكتاب والإعلاميين الليبين لبناء جسور التعارف الوطني والإبداعي، وإثراء المشهد الأكاديمي والثقافي، وتوثيق تاريخنا الحافل بالمبدعين والاحداث العظيمة.
شكراً أهلي في زليتن الحبيبة.. ومن أعماق القلب .. أنا ممتن لكم