تقارير

الرواية الليبية في البوكر من جديد

الطيوب

نجوى بن شتوان وعائشة إبراهيم
نجوى بن شتوان وعائشة إبراهيم

قبل أيام أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية، قائمتها الطويلة عن الروايات المرشّحة لدورتها للعام 2023، والتي تبلغ قيمة جائزتها 50 ألف دولار أمريكي، حيث تتضمن القائمة 16 رواية، منهما عملان روائيان ليبيان؛ الأول رواية (صندوق الرمل) للقاصة والروائية “عائشة إبراهيم”، والثاني رواية (كونشيرتو قورينا إدواردو) للقاصة والروائية “نجوى بن شتوان”.

روايات الدورة 2023

اشتملت القائمة الطويلة للجائزة على كتّاب من تسع دول عربية، تتراوح أعمارهم بين 40 و77 عاماً، تعالج رواياتهم قضايا متنوعة، من الهجرة وتجربة المنفى واللجوء، إلى العلاقات الإنسانية، سواءً منها العابر أو العميق. كما تستكشف الروايات عالم الطفولة وتجارب التحول من الطفولة إلى النضج، مُظهرةً من خلال ذلك الاضطرابات السياسية المتشعبة وشتى الصراعات الفردية والجماعية. في الروايات نجد السخرية والواقعية السحرية والديستوبيا والرمزية، كما نجد محاولات لاستثمار التراث الشعبي والحكايات الشفاهية من أجل فهم القضايا السياسية والاجتماعية الراهنة. تسعى شخصيات عديدة في هذه الأعمال إلى تدوين الأحداث التاريخية والحفاظ على التراث الثقافي والتاريخ الأُسَري العائد إلى أزمنة ماضية، إلى جانب الهوس بفعل الإبداع نفسه. ومن المجازات المتكررة في هذه الروايات، صورة الأرشيف الذي يرمز للرقابة وسيطرتها على حياة المواطنين. وثمة نماذج متعددة تبين التوترات المصاغة بحذق بين الحدود المشتركة لكل من التاريخ والقصص والسيرة.

ليست المرة الأولى

هذه المشاركة ليست الأولى لكل من الروائيتين الليبيتين، فهي الثانية بعد مشاركة أولى مميزة لكل منهما، فالروائية “نجوى بن شتوان” وصلت القائمة القصيرة، عن روايتها (زرايب العبيد) في الدورة العاشرة، العام 2017م. أما الروائية “عائشة إبراهيم”، فكانت ضمن القائمة الطويلة للجائزة في دورتها الثانية عشر، العام 2019م، عن روايتها (حرب الغزالة).

هذه المشاركات نالت حظها من الأصداء الإيجابية، وبشكل خاص حول رواية (زرايب العبيد)، لتتوج هذه المشاركة بحصول الرواية الليبية على الجائزة في دورتها السابقة، السادسة عشر 2022م، عن رواية (خبز على طاولة الخال ميلاد)، للقاص والروائي الليبي “محمد النعاس”.

طالع: المشاركات الليبية بالجائزة العالمية للرواية العربية

كونشيرتو قورينا إدواردو (منشورات دار تكوين)

رواية (كونشيرتو قورينا إدواردو) للروائية نجوى بن شتوان
رواية (كونشيرتو قورينا إدواردو) للروائية نجوى بن شتوان

(تحكي رواية (كونشيرتو قورينا إدواردو) قصة فتاة ليبية ونشأتها في ليبيا، وتأثير السياسة والحرب على حياتها وأسرتها. تنتمي البطلة إلى عائلة من أصول يونانية وهم أقلية عرقية ليبية لديهم ثقافتهم الخاصة والمتميزة داخل المجتمع الليبي متعدد الأعراق. من منظور البطلة، نرى المجتمع الليبي وتبدلاته منذ سنوات السبعينيات وصولاً إلى الثورة التي أسقطت القذافي سنة 2011 والحرب الأهلية سنة 2014. تصف الرواية مقتل الأب خلال فترة ما يُعرف بالثورة الثقافية في ليبيا، وتأميم مصنع العائلة وانعكاس التغير الاقتصادي الكبير الذي حدث على حياة الأسرة وأفرادها. تعرج الرواية على عدة مواضيع، منها يهود ليبيا وقصة خروجهم أو طردهم سنوات الستينيات؛ الحرب الأهلية وانعكاساتها على النسيج الاجتماعي؛ تهريب الآثار والعبث بالإرث التاريخي لليبيا؛ والتلاقح الثقافي والعرقي بين شعوب البحر الأبيض المتوسط. الرواية ترسم بانوراما التحولات التي عرفتها ليبيا منذ ما سمي بالثورة إلى أن انهارت هذه الثورة نفسها وفتحت البلاد أمام انكسارات كبيرة)(موقع الجائزة).

صندوق الرمل (منشورات دار المتوسط)

رواية صندق الرمل للرواية الليبية عائشة إبراهيم
رواية صندق الرمل للرواية الليبية عائشة إبراهيم

(نحن في العام 1911، يركبُ ساندرو كومباريتي، الذي تخرَّج لتوِّه من معهد الصحافة في ميلانو، الباخرة المتَّجهة إلى طرابلس ليبيا، كجنديٍّ في الفيلق الرَّابع والثمانين المرسَل من إيطاليا للحرب؛ وفي رأسه ورأس رفاقه الجنود تدور أغنية واحدة، كانت تغنِّيها الصحف والقصائد والشوارع كلُّها. إيطاليا كلُّها كانت أغنيَّة واحدة تقول: «اذهبْ أيُّها الجندي.. فإيطاليا معكَ.. والمواسم الحلوة تنتظركَ».في روايتها الجديدة “صندوق الرَّمل”، تتبَّع الكاتبةُ اللِّيبيَّة عائشة إبراهيم حكاية هذا الجنديّ ساندرو وبائعة حليب طرابلسيَّة وَقَعَ في حُبِّها في أثناء تواجدِهِ في خندق صحراويٍّ، وأمستْ مُعتقلةً هي وشقيقها الأصغر في مستعمراتِ العقاب الإيطالية، بعد الهجوم الدَّموي على أهل حيِّ المنشية، وقَتْلِ أُمِّهما. وماذا فَعَلَ ساندرو بعد تسريحهِ من الجيش وعودتهِ إلى إيطاليا؟

تستند “عائشة إبراهيم” إلى الوثائق الصحفيَّة المدوَّنة لصحفيِّين إيطاليين وإنجليز، لتكشف ذلك الجانب المُظلم والمسكُوت عنه الذي يصل إلى جرائم ضدَّ الإنسانية، حيث قضت في تلك السجون فتيات ونساء حوامل وأمَّهات وأطفال، جاؤوا بهم إلى السجن من مناطق متعدِّدة من ليبيا، دون تُهَم أو مُحاكمات؛ كما تستند على براعتها السردية التي تشبه براعة الصحراء بقُدرتها التي تمنحنا إيَّاها على التأمُّل والصمت) (أبجد).

مقالات ذات علاقة

فن الموشحات “المالوف”.. ميراث الأندلس المفقود في ليالي رمضان طرابلس

المشرف العام

قصة نهب الآثار الليبية ومحاولات استردادها

المشرف العام

السلطات الليبية مطالبة بإعداد تقارير عن حالة حفظ التراث العالمي في ليبيا

المشرف العام

اترك تعليق