متابعات

اللغة وتحديات العالم الشبكي بمجمع اللغة العربية

الطيوب : متابعة وتصوير / مهنّد سليمان

الدكتور “علي محمد رحومة”

استضاف مجمع اللغة العربية بطرابلس صباح يوم الخميس 4 من شهر يوليو الجاري محاضرة ألقاها الدكتور الباحث “علي محمد رحومة” وذلك ضمن نشاطات لجنة الترجمة والتعريب بالمجمع، المحاضرة جاءت بعنوان (اللغة والثقافة العربية وتحديات العالم الشبكي)، قدمها وأدارها الدكتور “الصديق بشير نصر” الذي أكد في سياق مقدمته بأن اللغة ليست هي المعرفة بل وعاء للمعرفة الذي تُصب فيه العلوم المعرفية ولو انكسر هذا الوعاء اندلق ما في جوف هذا الإناء لذا لا بد من الاعتناء بهذا الوعاء وأوضح أن هنالك من يعتقد أن اللغة أكبر من كونها وعاء بقدر ما هي وسيلة ناقلة تمر عبر الثقافات والفلسفة، متسائلا العالم يتكلم بلغات مختلفة فهل يمكننا ان نصل لغة مشتركة يتفهمها جميع الناس في العالم ربما تكون هي اللغة الألية التي بدأت تنتشر بطرائق مختلفة عن طريق هذه الأدوات المعرفية الجديدة.

تحديات اللغة العربية إزاء عصر الرقمنة

من جانبه أشار الدكتور “علي رحومة” إلى التحديات المختلفة التي تواجه اللغة العربية والثقافة العربية في ظل عالم الشبكات الإلكترونية المختلفة والثقافة الكونية المتسارعة مضيفا أنه رغم الإمكانيات الهائلة للغة العربية العريقة إلا أنها تتمثل بصورة ضعيفة في عالم اليوم، عالم الحضارة الغربية الرقمية التي أصبحت تسود المجتمعات البشرية غربا وشرقا وتتحكم في مقدرات الدول والشعوب دون إستثناء وتابع إن ما يحدد أهمية اللغة وقوتها ومن ثم ثقافتها ومنتجاتها الحضارية في عصر المعلومات ومجتمعات المعرفة يتجسد بالدرجة الأولى في مدى حضورها في التمثلات الإلكترونية بأنواعها في مختلف المجالات طارحا تساؤلا محوريا عن دور اللغة العربية والثقافة العربية وذلك في ضوء فلسفة التكنولوجيا الغربية وما يتمثل من مظاهر الثقافة الكوكبية التي صهرت واحتوت الثقافات المحلية شيئا فشيئا.

الثقافة العربية والعقلانية الغربية

كما ضمّن الدكتور “علي رحومة” محاضرته عدة محاور رئيسة من أبرزها العقلانية الغربية حيث أوضح أن الوسائط التقنية الحديثة لا تهتم ولا تلتفت للحقيقة بقدر ما تعتني بالفائدة وتهتم بها وأردف قائلا: بأن العلماء الغربيون اهتدوا إلى نتيجة مؤادها أن العقلانية غير مقبولة إلا في إطار النقد، فيما تطرق المُحاضِر للمراحل الحديثة والمعاصرة مشيرا إنه مع أواسط القرن التاسع عشر انطلق عصر الحداثة الغربية وقد تناغم مع التفكير العقلاني المنظم في العقل الجمعي للمجتمعات الغربية لافتا أن العالم وصل أخيرا لعصر ما بعد الحداثة بعد منتصف القرن العشرين لينقلب فيه العقل متسائلا عن عقلانيته نفسها في العقلانية الغربية ذاتها، مشيرا إلى أن علماء ومفكروا الغرب أصبحوا اليوم يرون ضرورة النظر في عقلانيات أخرى ومغايرة ويشجعون على الأخذ بفلسفاتها، من جهة أخرى تناول المُحاضِر كيفية تفعيل الأليات اللازمة لإمكانيات المجتمعات العربية والإسلامية لتشارك بقوة وتتميز في عالم الحضارة الراهن.

مقالات ذات علاقة

رحلة البحث عن «روح» ليبيا بين الكتب

المشرف العام

حملة تطوعية تهدف لحماية مدينة لبدة

المشرف العام

نصيب ‘الكتب العلمية’ من النشر والجوائز في العالم العربي

المشرف العام

اترك تعليق